تطور الرحلات في مدينة شرم الشيخ: من قرية الصيد إلى المنتجع العالمي
البدايات البدوية (ما قبل الستينيات)
قبل فترة طويلة من ظهور المنتجعات الفاخرة على سواحلها، كانت شرم الشيخ قرية صيد هادئة لا تعرفها سوى القبائل البدوية المحلية. أطلق سكان المنطقة الأصليون، قبيلة مزينة، على الخليج اسم "شرم الشيخ" (خليج الحكماء) نسبة إلى زعيم قبلي بارز. عاش هؤلاء البدو في أكواخ بسيطة من سعف النخيل على طول الشاطئ، وكانوا يصطادون في مياه البحر الأحمر الغنية ويرشدون المسافرين العرضيين عبر جبال سيناء الوعرة. أصبحت معرفة البدو الوثيقة بالصحراء والبحر فيما بعد الأساس لصناعة السياحة في شرم الشيخ، على الرغم من أن القليل منهم كان بإمكانهم أن يتخيلوا مدى التحول الدراماتيكي الذي قد يحدث في موطن أجدادهم.
موقع عسكري إلى مقصد سياحي (الستينيات والثمانينيات)
بدأ تاريخ شرم الشيخ الحديث عندما احتلت إسرائيل سيناء في عام 1967، إدراكاً منها للقيمة الاستراتيجية لمينائها المحمي. قام الإسرائيليون ببناء الطرق المعبدة الأولى والبنية التحتية الأساسية، وأعادوا تسمية منطقة أوفيرا. وبعد أن استعادت مصر السيطرة عليها في عام 1982، تصور الرئيس مبارك تحويل شرم إلى المدينة المنتجعية الأولى في مصر. كانت أولى "جولات المدينة" المنظمة في أواخر الثمانينيات عبارة عن رحلات غير رسمية بسيارات الجيب تظهر للزائرين مجموعة من الفنادق والمرسى الصغير ومنحدرات رأس محمد المذهلة. ومع عدم وجود مركز حضري حقيقي حتى الآن، ركزت هذه الجولات المبكرة في المقام الأول على مناطق الجذب الطبيعية، وغالبًا ما تنتهي بحفلات الشواء على الطراز البدوي على الشواطئ الصحراوية.
العصر الذهبي للتنمية (التسعينيات)
شهدت فترة التسعينيات نموًا هائلاً جعل زوار شرم الشيخ يعرفون اليوم. تطور خليج نعمة من شاطئ هادئ إلى مركز سياحي صاخب، في حين ظهرت مناطق جديدة مثل الهضبة وخليج القرش. توسعت جولات المدينة لتشمل السوق القديم (شرم المايا)، حيث يمكن للزوار المساومة على التوابل والمجوهرات الفضية، وتطويرات المارينا الجديدة. أدى افتتاح طريق السلام الذي يربط شرم بمدن سيناء الأخرى عام 1995 إلى جعل الرحلات اليومية ممكنة. بدأ منظمو الرحلات السياحية في تقديم مسارات منظمة تجمع بين محطات التسوق والتجارب الثقافية ووجهات نظر غروب الشمس. وشهدت هذه الفترة أيضًا تقديم عروض "الصوت والضوء" في المواقع التاريخية مثل مسجد المصطفى، حيث مزجت بين الترفيه والتعليم الثقافي.
الأمن والتجديد بعد 11 سبتمبر (2000-2010)
أجبر تراجع السياحة العالمية بعد عام 2001 شرم على إعادة اختراع عروض الرحلات السياحية في المدينة. أدت الإجراءات الأمنية الجديدة إلى تطوير المناطق التجارية المسورة مثل الميركاتو وسوهو سكوير، والتي أصبحت محطات توقف قياسية في الجولات السياحية بالمدينة. تم افتتاح متحف شرم للتراث في عام 2005، مما يوفر سياقًا ثقافيًا كان مفقودًا في السابق من مسارات الرحلات الشاطئية. اكتسبت الجولات المسائية شعبية، حيث عرضت الحياة الليلية النابضة بالحياة في المدينة من خلال زيارات إلى الأماكن الشهيرة مثل نادي باشا ومقهى هارد روك. أدى إدخال خطوط حافلات هوب أون هوب أوف في عام 2008 إلى منح الزائرين المزيد من المرونة، في حين أن الجولات الخاصة الفاخرة تلبي احتياجات المسافرين المتميزين الذين يريدون تجارب مخصصة.
النهضة الثقافية (2011-2019)
بعد ثورة 2011، ركزت الجولات السياحية في مدينة شرم بشكل أكبر على اللقاءات الثقافية الأصيلة. أصبحت التجارب البدوية أكثر غامرة، مع زيارات لمنازل الأسرة في الصحراء واحتفالات القهوة التقليدية. قام السوق القديم بتوسيع عروض الحرف اليدوية ودعم الحرفيين المحليين. أصبحت مناطق الجذب الجديدة مثل مسجد الصحابة (الذي تم افتتاحه عام 2017) بهندسته المعمارية المذهلة المستوحاة من الطراز العثماني محطات بارزة. ظهرت جولات الطعام كخيار شائع، لتعريف الزوار بالمطاعم الراقية والمطاعم المحلية المخفية. جلبت العروض الضوئية المسائية في جبل سيناء والوادي الملون أبعادًا جديدة لخيارات الجولات السياحية بعد حلول الظلام.
التكيف مع الجائحة والابتكار (2020 إلى الوقت الحاضر)
أدت عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا (COVID-19) إلى إعادة الابتكار الإبداعي لجولات المدينة. طور المشغلون مسارات "في الهواء الطلق" تركز على المساحات الخارجية مثل حدائق الكاتدرائية السماوية وممشى شاطئ المنتزة. تمت إضافة عناصر الواقع الافتراضي، مما يسمح للزوار بمعرفة كيف كانت تبدو المواقع الرئيسية قبل التطوير. تركز جولات ما بعد الجائحة على المجموعات الصغيرة والتفاعلات المحلية الفريدة، مثل الزيارات إلى ورشة قوارب الصيد التقليدية الوحيدة المتبقية في شرم. وقد أضاف افتتاح مارينا بوليفارد الجديد عام 2023 طاقة جديدة إلى الجولات السياحية في المدينة، مع مزيجها من خيارات التسوق والترفيه الراقية.
تجارب جولة المدينة الحديثة
تقدم جولات مدينة شرم اليوم تجارب متنوعة تلبي جميع الاهتمامات:
- الجولات الثقافية: الغوص العميق في مواقع التراث الإسلامي والقبطي
- رحلات التسوق: من البوتيكات الفاخرة إلى المساومة الحقيقية في السوق
- رحلات الطهي: تذوق كل شيء من الكشري إلى المأكولات البحرية الطازجة
- جولات التصوير الفوتوغرافي: زيارات الساعة الذهبية إلى وجهات النظر البانورامية
- الرحلات البيئية: عرض المبادرات المستدامة مثل مزارع الطاقة الشمسية
التأثير الاقتصادي والفوائد المجتمعية
أصبحت الجولات السياحية في المدينة حيوية لاقتصاد شرم الشيخ خارج أسوار المنتجعات. يعمل أكثر من 3000 من السكان المحليين كمرشدين وسائقين وفي الشركات التي تشمل الجولات السياحية. جزء من رسوم الرحلات يمول مشاريع مجتمعية مثل جمعية شرم للحرف اليدوية النسائية. وقد ساعد التركيز على التجارب الأصيلة في الحفاظ على الحرف التقليدية وتقاليد الطهي التي كان من الممكن أن تختفي وسط السياحة الجماعية.
الاتجاهات المستقبلية
وتشمل الاتجاهات الناشئة جولات الواقع المعزز التي تتراكب الصور التاريخية على المناظر الطبيعية الحديثة، ومسارات "شرم السرية" التي تكشف عن الجواهر الخفية التي يفتقدها معظم السياح. وتتوافق عمليات تحويل السيارات الكهربائية للأساطيل السياحية مع أهداف الاستدامة في مصر، بينما تستكشف جولات المشي الجديدة المشهد الفني المتنامي في الشوارع بالمدينة.
الخلاصة: مدينة صنعتها السياحة
من الأفضل فهم تحول شرم الشيخ الملحوظ من قرية صيد إلى مدينة منتجعية عالمية من خلال تطور الجولات السياحية في المدينة. إن ما بدأ كجولات بسيطة بسيارات الجيب مرورًا بمواقع البناء قد نضج إلى تجارب ثقافية متطورة تربط الزوار بكل من المنتجعات الحديثة والروح الدائمة للمناظر الطبيعية في سيناء وشعبها. مع استمرار شرم في التطور، فإن جولاتها في المدينة ستستمر بلا شك في الكشف عن طبقات جديدة من هذه الوجهة الرائعة حيث تلتقي الصحراء والبحر والطاقة الحضرية.
شارم الشيخ هي مدينة مصرية على الطرف الجنوبي من شبه جزيرة سيناء، في جنوب سيناء محافظة، على الشريط الساحلي على طول البحر الأحمر. يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 73000 اعتبارًا من عام 2023. Sharm El Sheikh هو المحور الإداري لمحافظة جنوب سيناء في مصر ، والتي تشمل المدن الساحلية الأصغر لـ ذهب و نويبا وكذلك الداخلية الجبلية ، سانت كاثرين و جبل سيناء. يعد City and Holiday Resort مركزًا مهمًا للسياحة في مصر ، بينما يجذب الكثير أيضًا المؤتمرات الدولية والاجتماعات الدبلوماسية. شارم الشيخ هي واحدة من المدن الآسيوية في مصر.
